ثم سرية عبد الرحمن بن عوف إلى "دومة الجندل" في شعبان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: دَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف، فأقعدَه بين يديه وعمَّمه بيده، وقال: أغز بسم الله، وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، لا تغلّ، ولا تغدر، ولا تقتل وليدا، وبعثه إلى كلب بـ "دومة الجندل".
[٤٣ - سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك]
ثم سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بـ "فدك" في شعبان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لهم جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر، فبعث إليهم علي بن أبي طالب في مائة رجل، فسارَ الليلَ، كمن النهارَ، حتى انتهى إلى "الهمج"، وهو ماء بين "خيبر" و"فدك"، وبين "فدك" و"المدينة" ست ليال، فوجدوا به رجلا، فسألوه عن القوم، فقال أخبركم على أنكم تؤمنوني، فآمنوه، فدلهم، فأغاروا عليهم، فأخذوا خمسمائة بعير، وألفي شاة وهربتْ بنو سعد بالظعن، ورأسهم وبر بن عليم، فعزل علي صفي النبي صلى الله عليه وسلم لقوحا تدعى الحفذة، ثم عزل الخمس، وقسم سائر الغنائم على أصحابه، وقدم "المدينة"، ولم يلق كيدا.
[٤٤ - سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بوادي القرى]
ثم سرية زيد بن حارثة إلى "أم قرفة" بناحية بـ "وادي القرى" على سبع ليال من "المدينة" في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: خرج زيد بن حارثة في تجارة إلى "الشام"، ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان دون "وادي القرى" لقيه ناس من فزارة من بني بدر، فضربوه، وضربوا أصحابه، وأخذوا ما كان معهم، ثم استبل زيد، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فبعثه رسول