للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذه القراءة، وقد درس والدي رحمه الله في الخسروية ستّ سنين عن سنة ١٣٥٥ هـ - ١٣٦١ هـ، وكان متفوقا على أقرانه في تلك السنوات الست.

ثم انتقل إلى الدراسة في الأزهر الشريف، فدخل كلية الشريعة في الجامع الأزهر بـ "مصر" في عام ١٣٦٣ هـ، وتخرج في عام ١٣٦٧ هـ حائزا على شهادة العالمية من كلية الشريعة.

ثم درس في تخصّص أصول التدريس في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر أيضا لمدة سنتين، وتخرّج سنة ١٣٦٩ هـ مع حصوله على إجازة في علم النفس، ثم عاد بعد ذلك إلى موطنه، وقد أملق والدي بعد وفاة والده رحمه الله تعالى، حتى مرّ به يوم، وهو لا يملك إلا اللباس الذي عليه، كما أنه منع نفسه في أثناء الطلب بـ "مصر" من الفاكهة، حتى يشتري بثمنها كتبا عوضا عنها.

[مذهبه]

كان رحمه الله حنفيا، متقنا للمذهب الحنفي، الذي نشأ عليه، ودرسه على عدد من المشايخ، ولا سيّما الفقيهان: الشيخ مصطفى الزرقا، والشيخ المفتي أحمد الحجّي الكردي الحنفي، مفتي الأحتاف في "حلب"، كما كانت له قراءات ومطالعات فردية كثيرة، يغوص فيها في أعماق الكتب، ويوشّي على صفحاتها ملاحظاته وآراءه، وكانت له مشاركة قوية، واطلاع جيد على المذهب الشافعي، وهما المذهبان السائدان في "بلاد الشام".

قال تلميذه الكبير الشيخ محمد عوّامة، حفظه الله، في "الأثنينية": وأحفظ لفضيلته مواقف عديدة، كان ينبّه فيها السائل إلى فروع دقيقة في زوايا حواشي الفقه الشافعي.

ثم إنه شارك مشاركة قوية في الفقه الإسلامي عامة، ورفد ذلك منه اشتغاله الطويل بتدريس أحاديث الأحكام، ولذلك يرى القريب منه سعة

<<  <  ج: ص:  >  >>