للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان صائما بالنهار، وقائما بالليل، وكان من المجاهدين في اللَّه تعالى.

حكى لي من حضر موته أنه رأى مقامه في الجنة، واشتاق إليه، وحنّ حنينا عظيما، وتضرّع إلى اللَّه تعالى أن يوصله إليه سريعا، ولا يؤخّر عمره.

قال وقال رحمه اللَّه تعالى ما أحسن هذه المراتب، وما ألطف الحور العين، قال ويدعونني إلى الجنة، قال: اللهم اقبضني سريعا، وأوصلني إلى هذه المقامات، وقال: توفي رحمه اللَّه تعالى محبا للقاء اللَّه تعالى، ومشتاقا إلى الوصول إليه، قدّس سرّه.

* * *

١٧٥٠ - العارف باللَّه تعالى الشيخ حاجي خليفة المنتشوي *.

كان رحمه اللَّه تعالى من طلبة العلم أولا، ثم ترك طريقة العلم، وانتسب إلى خدمة الشيخ محمود جلبي المذكور، وحصل عنده طريقة التصوّف، وأكملها حتى وصل إلى مرتبة إرشاد الطالبين، وأجاز له بالإرشاد وكان رجلا منقطعا عن الناس، مشتغلا بالعبادات، وإرشاد الطالبين، متواضعا، متخشّعا، أديبا، لبيبا، وقورا، مبارك النفس، مرضيّ السيرة.

وكان لا ينام الليلة بطولها، وكان يجلس مستقبل القبلة، مشتغلا باللَّه تعالى إلى الفجر، وكانت له كلمات مؤثرة في القلوب، وكلّ من جالس مع يمتلئ قلبه بالخشية، ولما أصبح في يوم من الأيام ركب بغلته وعبر البحر، وأراد السفر، ولم يكن له زاد وراحلة، وتبعه اثنان من الصوفية، ولم يدر أحد إلى أين يذهب هو، ولم يخبر زوجته أيضًا بسفره، فسافر إلى "الحجاز"، وحجّ،


* راجع: الشقائق النعمانية ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>