للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكى لي بعض من حضر مجلس محمود باشا أن المولى الشهير بولدان قال يوما للوزير محمود باشا: إني أحبّك محبّة عظيمة، ومن العجب أنك تحبّ عبد الكريم أكثر مني، قال: صدقت، قال: إن عبد الكريم يأخذ بيدك، ويدخلك الجنة، قال: أرجو ذلك منه، قال: كيف؟

قال: كنت رئيس البوّابين عند السلطان محمد خان، كنت مبتلى بشرب الخمر، وأفرطت منها ليلة، فجاء في وقت الصبح المولى عبد الكريم، فطهرت بيتى وأزلت عنه آلات الخمر، وبخرت البيت، حتى لا يطلع عليه، فتكلّمت معه ساعة، ثم قام.

فلمّا وصل إلى الباب وقف، وقال: أكلّمك شيئا، فقال: إنك بحمد الله تعالى من أهل العلم، ولك منزلة عند السلطان، وعن قريب من الزمان تكون وزيرا له، فلا يليق بك أن تصب في باطنك هذا الخبيث، قال فتعرّقت استحياء منه، حتى ترشح العرق من ثوبي، وكان يوما باردا، كنت ألبس الثوب المحشوّ، فكان المولى عبد الكريم سببا لتوبتي، فهل أحبّه أم لا، فقال المولى ولدان: وجبت عليك محبتُه في صميم القلب.

* * *

٣٢٥٠ - الشيخ الفاضل عبد الكريم الصدّيقي، البلكرامي، أحد العلماء المبرّزين في الفقه والأصول*

دكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بـ "بلكرام" (١).


* راجع: نزهة الخواطر ٦: ١٦٨.
(١) بلكرام بكسر الموحّدة، وإسكان اللام، كسر الكاف الفارسية، بعدها ألف وميم، وهي بلدة معروفة من بلاد "أوده"، قريبة من "قنّوج"،= = نشأ

<<  <  ج: ص:  >  >>