للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك العهد وتلك الديار مبلغ خيالي، فلم يقبلْ، حتى أصرّ عليه المشتاقون إلى فضائله وعلومه من أهل الخير والدثور، بأن يمتطي الرحيل إلى "كُجْرَات الهند".

وبعد إلحاج شديد أجاب الشيخ الدعوةَ لمصالح تفرَّسها، فرحل في آخر سنة ١٣٤٦ هـ، إلى قرية من نواحى "سورت"، تسمّى: "دابيل"، على بعد ١٥٠ ميل من مدينة "بمباي"، ونشأ بوجوده الميمون هناك معهد علمي كبير، يسمّى: (الجامعة الإسلامية)، وإدارة تأليف ونشر، تسمّى "المجلس العلمي".

ونشر المجلس المذكور في حياة الشيخ وبعده كتبا نفيسة في شتى المواضيع والعلوم، قاربت الأربعين كتابا، تلقَّفها العلماءُ من كلّ جانب، منها: "نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية" للحافظ الزيلعي، و "إكفار الملحِدين في ضروريات الدين" للكشميري نفسه، وهو من خير الكتب الفقيهة في موضوعه، و"فيض الباري بشرح صحيح البخاري" له أيضا، و "زاد الفقير" في الفقه للكمال بن الهمام، و "مصنّف عبد الرزّاق"، وغيرها من الكتب النافعة.

[تاريخ وفاته]

وبقي الشيخُ في الجامعة الإسلامية في "دابيل" خمسَ سنوات، يشتغلُ بالدرس والتأليف والوعظ والتذكير، فاستنارتْ هاتيك البقاعُ بنور علومه: علما وعملا وسنّة وحديثا وفقها وأصولا، فقَوَّمَ بوجوده الأوَدَ، وأصلح الله به أمة هناك، غيرَ أنه اجتوى المقام في "دابيل"، وما طاب له هواؤُها، فابتلي ببعض الأمراض، فعادَ إلى "ديوبند" رجاءَ أن يكون لتغيير المِنَاخ أثر في تحسُّن

<<  <  ج: ص:  >  >>