٥٢١٤ - الشيخ الفاضل المولى مَحْمُود، المشتهر بمعلم زَاده *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ أبو الْمَزْبُور من جملَة الصُّدُور فِي الدولة السليمية.
ولد رَحمَه الله تَعَالَى فِي رَوْضَة الْمجد والإجلال، وَنَشَأ فِي دوحة الْعِزّ والإقبال، مجتنيا من ثمار اللطائف ومقتطفا من أزهار المعارف.
وقرأ على أبيه، وأكثر من الاستفادة، ثمَّ صَار ملازما من الْمولى أبي السُّعُود بطرِيق الإعادة، ودرس أولا بمدرسة مُرَاد باشا بِثَلَاثِينَ، ثمَّ مدرسة دَاوُد باشا بأربعين، ثمَّ مدرسة رستم باشا بِخَمْسِينَ الْكل فِي "قسطنطينية" المحمية، ثمَّ نقل إلى مدرسة بنت السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان بـ"إسكدار"، ثمّ إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ بذل مبلغا عَظِيما بِبَاب بعض الأعالي، حَتَّى صَار موقعا فِي الدِّيوَان العالي، فخدم فِيهِ إلى أن وجد بعض أرباب الْحَسَد سَبِيلا إلى نقص شانه، وَنقض بُنْيَانه، فمني بِالْعَزْلِ والهوان بُرْهَة من الزَّمَان.
ثمَّ لم يَتَيَسَّر لَهُ مَا يُحِبهُ، ويرضى، حَتَّى جعله الدَّهْر لسهام الْمنية غَرضا، وَذَلِكَ فِي أواسط جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة.
كَانَ المرحوم مشاركا فِي الْعُلُوم، ذَا حَظّ وافر من المعارف والمفاخر، ساعيا فِي اقتناء الْكتب الشَّرِيفَة بالخطوط اللطيفة، وَكَانَ رَحمَه الله شَابًّا، جميلا، ومخدوما جَلِيلًا، خلوقا، ذَا دعابة، عَارِفًا بالشعر وَالْكِتَابَة، عَامله الله بِلُطْفِهِ الْخَبِير، إنه بعباده خَبِير بَصِير.