للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأيت الرماة يأخذون أنفسهم بوقفة تبدو أبدانهم، خطوطا مستقيمة من الرأس إلى أخمص القدمين.

[صعوده وثباته في تلك الأيام]

وخلاصة القوم أنا وجدنا كلّ أحد في تلك الأيام فزعة مزلزلا زلزالا شديدا، قد استنفد صبرهم هذه الفتنة العمياء، بينا ألفينا حضرة الشيخ غير خائف ولا وجل، انتشرت الشائعات والأكاذيب، والغثّ والثمين من الأخبار، مما يجعل الولدان شيبا، وحضرة الشيخ مكبّ على أعماله اليومية، لم يدخلها تقديم أو تأخير.

[وقوفه مصلتا سيفه ضد حملة البنادق]

واضطرّ الناس غير مرة إلى مواجهة العدوّ وأهل الفتنة، فكان حضرة الشيخ أصبر عليها، وأصعد لها، وأسبق إليها، يصلت سيفه، ويبارز حملة البنادق، وبينما كان الفريقان يتبادلان الرصاصات، جلس حضرة الشيخ آخذا رأسه بيده، فظنّ من رآه أنه أصابه رصاصة، فخفّ إليه، واستفسره، فقال: أصيب رأسي برصاصة، فحلّ عمامته عن رأسه، فلم يجد به أثرا من شجّة، فقضى عجبه مما رآه، إذ كان حضرة الشيخ مضرجا بدمائه.

[إصابته بالبندقية]

وواجهه بعض الأعداء ببندقية أدّت إلى إحراق شطر من شاربه ولحيته، وإصابة عينه بجروح طفيفة، وطلبوا الرصاص، فلم يعلموا مصيره، قد تم هذا الهجوم عليه عن مكان أقرب كان كافيا لجرحه وشجّه بأنابيب البندقية، ولو لم ينفذ منها رصاص، بيد أن الله تعالى وقاه شرّ ذلك، ولم يصبه كبير شجّة تعرضه لخطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>