الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فكمنوا النهار، وساروا الليل، ونذرتْ بهم بنو بدر، ثم صبحهم زيد وأصحابه، فكبروا، وأحاطوا بالحاضر.
[٤٥ - سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع]
ثم سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق النضري بـ "خيبر" في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان، ومن حوله من مشركي العرب، وجعل لهم الحفل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثَ رسول الله عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن أنيس، وأبا قتادة، والأسود بن خزاعي، ومسعود بن سنان، وأمرَهم بقتله، فذهبوا إلى "خيبر"، فكمنوا، فلما هدأت الرجل جاؤوا إلى منزله، فصعدوا درجة له، وقدموا عبد الله بن عتيك، لأنه كان يرطن باليهودية، فاستفتح، وقال: جئت أبا رافع بهدية، ففتحت له امرأته، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح، فأشاروا إليها بالسيف، فسكتت، فدخلوا عليه، فما عرفوه إلا ببياضه، كأنه قبطية، فعلوه بأسيافهم، قال ابن أنيس: كنت رجلا أعشى لا أبصر، فأتكيء بسيفى على بطنه، حتى سمعت خشة في الفراش، وعرفت أنه قد قضي، وجعل القوم يضربونه جميعا.
[٤٦ - سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم]
ثم سرية عبد الله بن رَوَاحة إلى أسير بن زارم اليهودى بـ"خيبر" في شوَّال سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لما قتل أبو رافع سلام بن أبي الحقيق أمرت يهود عليهم أسير بن زارم، فسارَ في غطفان وغيرهم، يجمعهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجَّه عبد الله بن رَوَاحة في ثلاثة نفر في شهر رمضان سرا، فسأل عن خبره وغرته، فأخبر بذلك، فقدم على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأخبرَه، فندبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناسَ، فانتدبَ له