بعث إليه رسالة، وكتب أنه لا يستطيع أن يحضر في العرس، لأنه لا يحبّ أن يذهب إلى الماء، ويحمل دنا ملآنا منه على رأسه، ولا يحبّ أن يخالف أصحابه، فاستقدمه الشيخ أحمد، وألحّ عليه، ولما قدم الشيخ نهى عن الغناء، ولكنّه ما ذاق الطعام ثلاثة أيام، وكلّما كان يلاقى الشيخ يشكو مانعي الغناء، وكان الشيخ يسلّيه، فلما بالغ في الشكوى أجاز له الشيخ بالغناء.
وقيل: إن الشيخ أحمد لما انضجر من منعه دخل الخلوة، واعتزل عن الناس، ثم خرج دفعة، وتَرَنَّمَ بالأبيات الفارسية له.
قيل: إن أباه لما رحل إلى "أجمير" لزيارة الشيخ معين الدين حسن السجزي الأجميري، وكان معه ابنه الشيخ أحمد قال: إنه رأى في واقعة أن الشيخ معين الدين لاث العمامة برأس ولده الشيخ أحمد، فلمّا رجع عن ذلك السفر شرع أحمد في استماع الغناء على رؤس الأشهاد، وأبوه محمد يخالفه في ذلك، ولكنّه مع ذلك يقول: محمد وأحمد عبارة عن رجل واحد.
ومن مصنّفاته:"مشاهدات الصوفية"، وشرح بسيط على "العقائد النسفية"، شرحه في أربعة وعشرين يوما، وله "ديوان شعر".
توفي في التاسع عشر من شهر صفر سنة أربع وثمانين وألف في أيام عالمكير، وكان له ستّ وثلاثون سنة، وقبره بمدينة "كالبي"، كما في "ضياء محمدي".
* * *
٥١٥ - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن سعيد، أبو نصر النسفي *.