[كثرة شيوخ الطحاوي في العلم وكثرة تلاميذه والرواة عنه]
وقد جمع مشايخَ الطحاوي في جزء واحد عبدُ العزيز بن أبي طاهر التميمي، فمن شيوخه خاله المزني، وقد سمع منه كثيرا، وروى عنه "سنن الشافعي"، قال ابن يونس: سمع الطحاوي من خاله المزني كثيرا، وروى عنه "مسند الشافعي". قال العيني: قلتُ وروايته عنه كثيرة في تصانيفه، ولا سيّما في "معاني الآثار"، وإن غالب مَنْ يروي "مسندَ الشافعي" إلى يومنا هذا يروون عن طريقه. ا هـ.
أقول: إن الأحاديث المروية عن الشافعي بطريق الطحاوي هى مَنْ جمع الطحاوي من مسموعاته من المزني عن الشافعي رضى الله عنه، فيعرف هذا المجموع بـ "سنن الشافعي"، و "سنن الطحاوي"، وله نسخ في غاية الصحة، وعليها خطوط التسميع طبقة فطبقة، منها النسخة المحفوظة في مكتبة أيا صوفيا بـ "الآستانة"، والنسخة المطبوعة جيّدة أيضا، إلا أن ما جمعه ابنُ مطر النيسابوريّ من مسموعاته من أبي العبّاس الأصمّ، صاحب الربيع المرادي، عن الربيع عن الشافعي، مما هو مسموعه في "كتاب الأم" ففي حاجة ماسّة إلى التهذيب والإصلاح، فقام بذلك الحافظ محمد عابد السندي في كتابه "ترتيب مسند الشافعي" حيث رتّبه، وحذف المكرّر منه، فأصبح هذا العمل منه نافعا، -والله سبحانه يكافئه على هذا-، فنتمنّى أن يقوم بعض أهل الشأن بنشر هذا المسند المرتّب المهذّب ليعمّ نفعه، لأن ما سبق طبعه من "مسند الشافعي" من رواية أبي العبّاس الأصمّ في "الهند" و "مصر" لا يخلو من أغلاط فظيعة.
وقال ابن عسكر في "تاريخه" في ترجمة الطحاوي: سمع هارون بن سعيد الأيلى، وأبا شريح محمد بن زكريا كاتب العمري، وأبا عثمان سعيد