بن على النسائي أربعا وسبعين سنة، لأن السنائي مات في سنة ثلاثة وثلاثمائة، وشاركه أيضا في روايته، وروى الطحاوي عنه أيضا، وكان عمره حين مات محمد بن يزيد بن ماجة صاحب "السنن" أربعا وأربعين سنة، لأن ابن ماجة مات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وشاركه أيضا في روايته -عن بعض شيوخه- وكان عمره حين مات الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله اثنتي عشرة سنة، لأن أحمد مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان عمره حين مات يحيى بن مَعين أربع سنين، لأن يحيى بن مَعين مات سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين، وهذا كلّه على القول الصحيح: إن مولده سنة تسع وعشرين ومائتين. وكذا ذكر مولدَه الحافظُ محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن نقطة البغدادي في كتابه "التقييد لمعرفة رواة المسانيد"(١) في باب الأحمدين في ترجمة أبي جعفر الطحاوي.
فهكذا كما رأيت لقد عارض الطحاوي هؤلاء الأئمة الحفّاظ الكبار، وشاركَ بعضهم في روايتهم، فإن من جملة مشايخ الطحاوي هارون بن سعيد الأيلى، وقد روى عنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. قال الحافظ عبد الغني المقدسي في "الكمال" في ترجمة هارون بن سعيد: روى عنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، ومن جملة مشايخه الربيع بن سليمان الجيزي. وقد روى عنه أبو داود، والنسائي. قال في "الكمال": الربيع بن سليمان الجيزي المصري الأعرج، روى عنه أبو داود، والنسائي، وعبد الله بن حمدان، وأبو جعفر الطحاوي، ثم قال: وستقف على مثل هذا كثيرا في أثناء الكتاب عند ذكر مشايخ أبي جعفر الطحاوي، الذين روى عنهم، وكتب، وحدّث.
(١) وهو من محفوظات مكتبة الأزهر، وفيه خروم. (الكوثري).