خلقه المعجون بالتواضع وحب الناس على اختلاف مؤهلاتهم وتوجهاتهم؛ فلم يَشْكُ أيٌّ من الأساتذة والمنسوبين والموظفين في الجامعة قطُّ أيّ سلوك منه أذاه بشكلٍ؛ بل يحسبون أنه يحبهم جميعا حبا مساويا أو حبا أكثر من حبه للجميع.
وكان -رحمه الله تعالى- بالنسبة إلى شخصه بسيطًا في المأكل والملبس زاهدًا في الوسائل يلبس الأبيض من الثياب، وكان سكنه في الجامعة بسيطا، لم يُزوّد بالوسائل الغالية رغم كونه ثريًّا أبا عن جدّ.
وكان -رحمه الله تعالى- محافظًا على الصلاة بالجماعة إلى محافظته على قيام الليل وصلاة التهجد، وكان دائم الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ويواظب على صلاة النوافل من صلوات الضحى والأوّابين، وما إلى ذلك، وكان يحب الصالحين كثيرًا، وكان يبكي لذكر بعضهم، وكان يحب ذكرهم، ويُحب أن يستمع إلى قصصهم على ألسنة من يحضرون إليه.
قد أفل هذا النجم في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء: غرة محرم الحرام ١٤٣٢ هـ = الموافق ٨ / ديسمبر ٢٠١٠ م كان -رحمه الله تعالى- لدى وفاته في ٩٩ من عمره بالقياس إلى التقويم الهجري، وفي ٩٦ من عمره بالنسبة إلى التقويم الميلادي.
رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ولا حرمنا أجره ولا فتننا بعده.
* * *
٥٢٧٩ - الشيخ الفاضل مولانا مزمل الحق بن القاري علم مِيَان السّلْهِتي *
* راجع: تاريخ علم الحديث للعلامة نور محمد الأعظمي ص ٢٧٣.