نيته الصالحة، وعزيمته الماضية، وهمته العالية، الذي لا تعرف الكلل والملل، حيث درس كتب المنطق واللغة العربية والفقه وغيرها، كما مرّ، لكن اللَّه اصطفاه، وتقبّله لخدمة "صحيح البخاري" تدريسا وترجمة وشرحا واستنباطا.
وقد اهتمّ بتدريسه دون أيّ انقطاع أكثر من سبع مدارس وجامعات يوميا، لمدّة أكثر من نصف القرن ٥٠ عاما تقريبا من ١٣٦٩ هـ إلى ١٤٣١ هـ ما ليس له مثيل في ديار "البنغال"، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.
[تأسيسه الجامعات والمدارس الدينية]
١ - الجامعة الرحمانية العربية محمد بور داكا:
بعد أن توفى الشيخ الفريدبورى رحمه اللَّه في عام ١٣٨٤ هـ استمرّ شيخ الحديث بتدريس "صحيح البخاري" في الجامعة القرآنية العربية لالباغ، وفي سنة ١٤٠٦ هـ استقال شيخ الحديث منها لمصالح دينية، وأسّس في غرب مدينة "داكا" في "محمدبور" جامعة باسم الجامعة المحمدية العربية، واستمرّ التدريس فيها.
وبعد سنتين أنشأ جامعة ضخمة أخرى باسم الجامعة الرحمانية العربية بجوار المسجد التاريخي المشهور باسم "سات مسجد"، وصارت هذه مركزا أساسيا له لخدمة التدريس والتصنيف إلى آخر لحظة من حياته رحمه اللَّه ما بين ١٤٠٨ هـ - ١٤٣١ هـ، فصارت خدمته للحديث النبوي من ١٣٦٣ هـ - ١٤٣١ هـ، خمس وستين سنة.
٢ - جامعة العزيز الإسلامية:
لما كثرت مطالبة الشعب من شيخ الحديث بإنشاء جامعة متطورة بإضافة بعض المناهج التي يحتاجها الإنسان في هذا العصر الجديد من اللغة الإنكليزية والحساب والعلوم العالمية بجانب العلوم الدينية الكاملة في بيئة دينية، فبعد أن رأى ضرورته، فاستخار اللَّه تعالى، وانشرح صدره، فأسّس