للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ١٣٦٢ هـ. وفي سنة ١٣٤٩ هـ أعطاه حكيم الأمة خلافته في هذا الطريق.

[إفتاءه]

كان لحضرة الشيخ مناسبة تامة بالفقه والفتيا منذ زمن تدريسه بدار العلوم، فكان كثيرا ما يساعد شيخه المفتي عزيز الرحمن، رئيس هيئة الإفتاء رحمه الله تعالى، ثم لما توفّاه الله تعالى جعله الأساتذة رئيس هيئة الإفتاء بدار العلوم، ليملأ الفراغ الناشئ بوفاة الشيخ عزيز الرحمن قدّس الله سرّه، فلم يزل شيخنا رحمه الله تعالى على هذا المنصب الجليل منذ سنة ١٣٥٠ هـ إلى ١٣٦٢ هـ. وانتشرت فتاواه في هذه المدّة إلى مشارق الأرض ومغاربها.

كتب الشيخ في هذه المدّة أكثر من أربعين ألف فتوى. وقد طبع منها عدد قصير في ثماني مجلّدات ضخام باسم "إمداد المفتين"، وهو الوشل القليل من ذلك البحر الواسع المحفوظ في دفاتر دار العلوم، التي لم تطبع بعد. ولا شكّ أنها ذخيرة قيّمة للإسلام والمسلمين، يسّر الله طبعها.

ثم لم يبرح حضرة الشيخ يكتب الفتاوى بعد ما فارق دار العلوم الديوبندية، والأسف الشديد على أنه لم تضبط فتاواه مدّة تسع سنوات. ثم لما هاجر إلى "باكستان"، وأسّس في عاصمتها معهدا دينيا باسم دار العلوم كراتشي في سنة ١٣٧١ هـ ضبطت فتاواه في دفاترها مرّة أخرى، وبلغ عددها اليوم زهاء ثمانين ألف فتوى. وهذا كلّه ما صدر منذ سنة ١٣٨١ هـ إلى آخر حياته، سوى الأسئلة الشفاهية التي كان يجيب عنها في المقابلات، وعلى الهاتف طول الليل والنهار.

وتعتبر دار العلوم كراتشي ببركة شيخنا المفتي من أكبر مراكز الفتيا في ديار "الهند" و"باكستان"، يرجع إليها المستفتون من سائر البلاد والأقطار، من "المملكة العربية السعودية"، و"مصر"، و"الشام"، و"العراق" و"إيران"،

<<  <  ج: ص:  >  >>