وقال آخر: ماذا بأعجب من كلام موسى، كلَّمه تكليميا.
وقال آخر: ماذا بأعجب من جعله عيسى كلمة الله وروحه.
وقال آخر: ماذا بأعجب من آدم، اصطفاه الله عليهم - زاد رزين -: وخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته - ثم اتفقا -.
فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أصحابه، وقال:"قد سمعتُ كلامكم وعجبكم أن إبراهيم خليل الله، وهو كذلك، وأن موسى نجي الله، وهو كذلك، وأن عيسى روح الله كلمته، وأن آدم اصطفاه الله وهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله، ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة، ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله، ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مُشفع يوم القيامة، ولا فخر، وأنا أول من يحرّك حلق الجنة، فيفتح الله لي، فيدخلنيها، ومعي فقراء المؤمنين، ولا فخر".
[أخلاقه صلى الله عليه وسلم]
سُئلتْ عائشة رضي الله تعالى عنها، عَنهُ، فقالتْ: كان خُلُقُه القرآن؛ يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه، ولا ينتقم لنفسه، ولا يغضب لها، إلا أن تُنهك حُرمات الله، فيغضب الله، وإذا غضب لم يقم لغضبه أحد.
وكان أشجع الناس، وأسخاهم، وأجودهم، ما سئل، فقال: لا، ولا يبت في بيته دينار ولا درهم، فإن فضل، ولم يجد من يأخذه، وفجأه الليل، لم يرجع إلى منزله حتى يبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت أهله عامًا فقط، من أيسر ما يجد من التمر والشعير، ثم يؤثر من قوت أهله، حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام.
وكان من أحلم الناس، وأشدّ حياء من العذراء في خدرها، خافض الطرف، نظرهُ الملاحظة.