للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل الجنة. وحرمت عليك. قال: إذا وقعت في معصية هل تخاف الله تعالى في تلك الحالة أو بعدها؟ قال: والله أخافه خوفا شديدا، قال: إنك إذا من أهل الجنتين، لا جنة واحدة. قال الله تعالى: و {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}، فأمرني بالانصراف، فجئت إلى المنزل، فإذا البدر من الدراهم سبقتني (١).

٦ - ذكر السمعاني عن عيسى بن أبان، قال: قدمنا الرشيد، وغضب على تغلبى، فجرّده، وضربه، ثم قال: انبذ إليهم عهودهم. قال محمد بن الحسن: ليس إلى ذلك سبيل. لأن عمر رضي الله عنه صالحهم. قال: وكان ذلك عن ضرورة. قال: كان أولا كذلك، لكن لم يمت الفاروق حتى قوي، ثم ذو النورين، والمرتضى من بعده، ومن بعده من الأئمة كانوا على قوة وعزة وتمكن، ولم ينقض أحد منهم العهد، فليس لك إليه سبيل، فسكت الرشيد، وتركهم (٢).

[ثناء العلماء الفحول على الإمام الشيباني]

انتهت إليه رياسة الفقه بـ"العراق" بعد أبي يوسف، وتفقه به أئمة، وصنف التصانيف، وكان من أذكياء العالم. وقد أثنى عليه في علمه وفهمه وعلوّ كعبه وطول باعه، فى علوم الكتاب والسنّة والقياس واللغة جم غفير من الأئمة، من شيوخه وأقرانه وتلامذته، ممن جاؤوا بعده وأذعنوا بالإمامة والرفعة. وأقدم ههنا كلمات لبعض هؤلاء الأجلة، مما نقله الثقات فى كتبهم.

[ثناء قاضي القضاة أبي يوسف]

قال قاضي القضاة أبو يوسف رحمه الله تعالى: إنه أعلم الناس، وقال مرة: إنه من أعلم الناس (٣).


(١) المناقب للكردري ٢: ١٥٨، ١٥٩.
(٢) راجع: المناقب للكردري ٢: ١٦٣.
(٣) انظر: مناقب أبي حنيفة وصاحبيه ص ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>