ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قرأ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى الْفَاضل ابْن أفضل الدّين، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة خواجه خير الدّين بِمَدِينَة "قسطنطينية"، وَتزَوّج بنت الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ محى الدّين القوجوي، ثمَّ غلب عَلَيْهِ دَاعِيَة الْفَرَاغ وَالْعُزْلَة وَترك التدريس.
وَعين لَهُ كل يَوْم خَمْسَة عشر درهما بطرِيق التقاعد، وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى يستكثر ذَلِك، وَيَقُول: يَكْفِينِي عشرَة دَرَاهِم، ولازم بَيته، واشتغل بِالْعلمِ الشريف وَالْعِبَادَة.
وَكَانَ متواضعا، متخشعا، مرضِي السِّيرَة، مَحْمُود الطَّرِيقَة، وَكَانَ محبّا لأهل الصّلاح، وَكَانَ يَشْتَرِي من السُّوق حَوَائِجه بِنَفسِهِ، ويحملها إلى بَيته بِنَفسِهِ، مَعَ رَغْبَة النَّاس فِي خدمته، وَهُوَ لَا يرضى إلا أن يباشره تواضعا لله تَعَالَى، وهضما للنَّفس.
وَكَانَ يروى التَّفْسِير فِي مَسْجده، ويجتمع إليه أهل الْبَلَد، ويستمعون كَلَامه، ويتبركون بأنفاسه، وانتفع بِهِ كَثِيرُونَ، وَكتب على "تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ" حَاشِيَة حاملة جَامِعَة لما تفرق من الْفَوَائِد فِي كتب التفاسير بعبارات سهلة وَاضِحَة، لينْتَفع بِهِ المبتدئ.