في إنفاذ المكروه من الطلقات ضمنه صاحب "إعلاء السنن" في مؤلّفه في الجزء الحادي عشر المذكور آنفًا (١).
والآن وقد فرغت من سرد سيرة رجل طلب العلم لله، وعمل في دنياه بما يسعده في أُخراه، وكان مثالا يُحتذى في إخلاصه وتقواه، وإمامًا يقتدى في دينه وهداه، لا يسعني قبل أن أترك القلم، إلا سؤال الله سبحانه وتعالى، له الرحمة والرضوان، وفسيح الفردوس وأعلى الجنان، وأن يجزيه عن علمه وصبره وجهاده وهجرته خيرًا، وأن يجزل لنا في فقده ثوابًا، ويعظم لنا أجرًا، وأن يوفّقنا لترسّم خطواته، والانتفاع بنفحاته، والإفادة من مؤلّفاته، وأن يفيض علينا من بركاته بجاه النبي صلّى الله عليه وسلّم وسيلة كلّ مؤمن في الدنيا، وشفيعه في الآخرة، وإمامه إلى الجنّة، وصلى الله على سيّدنا محمد، وعلى آله وصبحه، والحمد لله ربّ العالمين.
[تلامذته مرتبة أسماء من تعيه الذاكرة منهم على حروف المعجم]
أرى قبل سرد بعض الأسماء التي أعرفها الإشارة إلى أن الأستاذ رضي الله عنه درّس في "الآستانة"، وفي غيرها مدّة طويلة، وأنه كان لا يشاركه، أو يقاربه أحد من أهل طبقته في عدد التلاميذ، الذين كانوا يحضرون حلقات دروسه حيث بلغوا المئات، وإني أشكر كلّ من يتفضّل منهم، فيكتب لي بأسماء من يعرف من زملائه في الحضور على الأستاذ، وعنواني "روضة خيري باشا دسونس بحيرة القطر المصري"، فلعلّي أستطيع سرد أكبر عدد منهم في طبعة مقبلة إن شاء الله تعالى.
هذا فيما يتعلّق بتلامذته الذين حضروا عليه قبل هجرته.
(١) وأخبرني السيّد حسام الدين القدسي أن شبير أحمد العثماني المتوفّى سنة ١٣٦٩ هـ وضع جلّ ما في الإشفاق في مؤلّفه (فتح الملهم في شرح مسلم) في باب الطلاق.