وأختم هذا الفصل بقولي: إن أستاذنا رضي الله عنه بلغ قدره في بقاع الإسلام مبلغًا جليلًا، فكان العلماء ينقلون عنه في مصنّفاتهم، كما فعل مولانا ظفر أحمد التهانوي (١) في كتابه "إعلاء السنن"، حيث قال في ص ٥١٦ من الجزء الحادي عشر طبع الهند سنة ١٣٥٧ هـ، ما نصّه:"وبعد، فلمّا كان وقوع الطلاق في الحيض ووقوع الطلقات الثلاث بلفظ واحد جملة واحدة مما قد كثر فيه الشغب، واعتنى بالبحث عنه كثير من أهل العلم أصحاب المعالي والرتب، وكان من أحسن ما صنّف في الباب كتاب "الإشفاق على أحكام الطلاق" للعلامة محمد زاهد الكوثري المصري، أطال الله بقاءه، ومتّع المسلمين ببركات أنفاسه القدسية، أحببت أن أذكر هنا ما ذكره مما لم أذكره في "الإعلاء"، ولا الحبيب في "الإنقاذ" ولخّص بعد ذلك أكثر مباحث "كتاب الإشفاق"، ونقل منه عشرات الصفحات، وقوله المصري هو على اصطلاح المحدّثين في ذكر آخر موطن للمترجم، كأن يقال عن ابن منظور الإفريقي ثم المصري -وقد سبق أن الأستاذ الكوثري جركسي الأصل، أناضولي المولد، إستامبولي النشأة، مصري الهجرة والوفاة- وقوله في آخر كلامه: ولا الحبيب في الإنقاذ يقصد حبيب أحمد الكيرانوي مؤلّف "الإنقاذ من الشبهات"
(١) هو تلميذ حكيم الأمة محمد أشرف على التهانوي المتوفّى سنة ١٣٦٢ هـ عن مائة سنة، وعن خمسمائة كتاب مطبوع، وخمسمائة محاضرة مطبوعة، وهو الذى أمر تلميذه المذكور، وهو ابن أخته أيضًا بتلخيص كتاب "الإشفاق"، كما أخبرني السيّد حسام الدين القدسي.