المدني بعض مهمّاته، فقام بها بكلّ حزم ونشاط وقوة، وألقى خطابات حماسية شتى في "أعظم ذكره"، و"جونبور"، ومديريات "أخرى"، فأصدر الأمر بالقبض عليه، فقبض عليه، وحكم بالحبس مع الشغل الشاقّ إلى مدة تسعة شهور، وفيما بعد ذلك، ألقي القبض عليه غير مرة، فأمضى شهورا مسجونا، ولكن لم يخضع للاستعمار الإنكليزي قط. جزاه الله تعالى عن الإسلام، والمسلمين، ورحمه الله رحمة واسعة.
كان عميق العلم عزير المعلومات كثير المحفوظات في جميع الفرق ومؤثر الخطابات ومسلول السيف في رد الشيعة والقاديانية والبريلوية والمودودية، نفق طول عمره يقوم بنصرة المحقّين، ويردّ على المبطلين، وكان متشدّدا ومتصلّبا وغليظا على الباطل، يرى أيّ مرونة تساهل معه من المعاصي، وكان الخصم بخلال شخصية الشيخ العلمية ودلائله وشواهده القوية يغلب مذعورا، والشيخ يغلب منصورا فيما أقرب.
[خدماته المالية والسياسية]
كان مرزوقا بحظّ وافر من النعم، وكان عالما جيّد المشاركة، خطيبا مناظرا، عديم النظير محبّا صادقا للوطن، بطلا شجاعا شهما في كفاح حرية "الهند"، عضوا نشيطا لجمعية علماء الهند، صرف طول حياته، يقوم بالخدمات المالية والسياسية بمنصّة جمعية العلماء، وكان خلفا صالحا تقيا للأسلاف، وشديد المخالفة، وكثير المعارضة للاستعمار البريطاني، وذا إتفاق وتأييد لنظرية حزب المؤتمر الوطني، كثير الجدّ والجهد، وشديد الرغبة والحرص على الائتلاف والوحدة في "الهند"، وبناء المستقبل الزاهر فيها، وكان رجلا سياسيا متديّنا، صريح القول، يقول الشيخ أسير الأدروي في مجلة "ترجمان إسلام" بـ "بنارس" معرّفا به: كان مناظرا ذائع الصيت والشهرة للمدرسة