ثم حكم عليه بالسجن والغرامة بخمسين ومائتي روبية يوم ٢٢ نوفمبر ١٣٥٩ هـ، وقضى الأيام مسجونا في أعظم كره، و"غازي بور"، و"بنارس"، وأطلق سراحه عام ١٣٦٠ هـ، ثم قبض عليه معتقلا عام ١٣٦١ هـ.
من مشاويره الهامة للعمل والجهد والنشاط ردّ البريلوية ونفيها نفيا صارما، حيث ألّف حولها كتبا قيّمة نافعة كثيرة للغاية، وخطب كثيرا، وناظر كتيرا، وردّ على القاديانية والفرق الضالّة والطوائف الباطلة الزائغة، ورفضها رفضا باتا، وضربها ضربا مبرّحا، حتى أقام لذلك برحلات طويلة إلى دول "سنغابور" و"ملايا" و"إفريقيا""كينيا" و"تترانية" و"رهودازيا" و"مدغاسكر" و"فرنس" مع عدة جزائرها "ري يونين" و"سينت""جوزف" ما إلى ذلك، فأثمرت مساعيه، وانتجت نتائج نافعة ناجحة، إضافة إلى أنه قام بأعمال جليلة زاهرة نيرة في سبيل رد القاديانية، وإماتتها خطابة، وكتابة في حين إقامته بجامعة مظاهر العلوم، وأيام اشتدّت فتنة القاديانية في "بنجاب" وأرجائها، وجعلت أركانها ترتسخ وأشرارها تشتعل، رغم أن المجاهدين الباسلين الشيخ عطاء الله شاه البخاري والشيخ حبيب الرحمن اللدهيانوي كانا يشتّتان شملها، ويمزّقان جمعها، ويقلعان أصلها، فانضمّ هو إليهما يكثف الجهود المضنية، ويخطب بخطاباته الساحرة الثائرة في القرى والبلدان، صغارها وكبارها فيما بين "كراتشي" و"بين بشاور".
قد قضى طول حياته يسلك مسلك الشيخ الكبير حسين أحمد المدني، ويحتذي حذوه، ويقتفى آثاره، بايعه بتضحية النفس والنفيس في احتفال جمعية علماء الهند المنعقدة في سنة ١٣٤٨ هـ، فألقى ذلك روحا طيبا في جسده، وأثبت همة قوية في نفسه، حتى جعله شعلة تتلظّى، كما عقد عام ١٣٥٩ هـ احتفال جمعية علماء الهند السنوي في "جونبور"، فولاه الشيخ