الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، ومعظم "موطأ الإمام مالك" على الشيخ خليل أحمد الأنبيتهوي خارج الأوقات الدراسية.
قد كانت أنشات مظاهر العلوم لجنة هداية الرشيد بصفة منظمة عام ١٣٣٠ هـ لتكوين الصلاحية والاستعداد والمقدرة في نفوس الطلبة المشتغلين بالعلم لمعارضة الآرميين والنصرانيين والقاديانيين ومكافحتهم وردّهم والمباحثة معهم بالأدلة القوية السديدة بخلال المطالعة والقراءة، فكان الشيخ من رجالها القويين النشيطين الفعّالين في أيام التحصيل، ويخطب خطابا غير متعب، ولا مملّ ولا موحش في البرامج التمرينية الأسبوعية المنعقدة في المدرسة كلّ يوم الخميس، فذات مرة ذهب إلى موضع من المواضع للمباحثة في ردّ القاديانية، فخطب خطبة سرّت قلب الشيخ المحدّث خليل أحمد الأنبيتهوي، وفرح وحظي بها كثيرا، وعين له أربع روبيات شهريا من تلقاءه، وإثر التخرّج تولى التدريس والإمامة في مدرسة ببلدة "راجبوري" بمديرية "بتياله" على أمره، ومن مهمّاته هنا ردّ القاديانية واستيصالها عن أصولها، التي تنتشر فيها، وتترقى في تلك الأيام، وعمل أستاذا وداعيا وخطيبا في مدرسة مظاهر العلوم منذ عام ١٣٤٦ هـ لعام ١٣٥٦ هـ.
ثم ولي تفسير القرآن الكريم في مسجد معروف بحارة "كولو توله" في "كلكته" في شعبان سنة ١٣٥٦ هـ، ثم انتقل إلى مدرسة كنز العلوم ببلدة "تانده" عام ١٣٥٨ هـ بأمر الشيخ حسين أحمد المدني، فطلّ يقوم بالخدمات الدينية والدعوية والإصلاحية، عاكفا مكبّا عليها إلى يوم حياته، كما ألقى القبض عليه سنة ١٣٣٩ هـ بعواطفه الثورية وخطبه المغرية المثيرة التي يتمتع بها.