ابتغاء مرضاتي ما أقول (١)؟ قيل: رئي محمد في المنام بعد وفاته، فقيل له كيف كنت في حال النزع؟ فقال: كنت متأملا في مسئلة من مسائل المكاتب، فلم أشعر بخروج روحي.
[الجامع الصغير]
ومن أهمّ تصانيف الإمام الهمام محمد بن الحسن الشيباني "الجامع الصغير"، وقد حاولت أن أذكر هذا الكتاب الجليل مع ذكر من اعتنى به بالتشريح، والتعليق، والتحشية، والنظم، والحفظ، وغيرها. وهو كتاب مبارك مشتمل على نحو ألف وخمسمائة واثنين وثلاثين مسئلة، قد ذكر فيه الاختلاف في مائة وسبعين مسئلة، ولم يذكر القياس والاستحسان إلا في مسئلتين، وقدر الله سبحانه الذيوع البالغة له أيضًا، حتى شرحه أئمة أجلاء استقصى الشيخ عبد الحي اللكنوي في "النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير" ذكر شراحه، ومن جملة رواته في أثبات الشيوخ الجوزجاني، وأبو حفص، وعلى بن معبد، وبوَّبه أبو طاهر الدبَّاس والزعفراني، وليس فيه غير سرد المسائل، وكان سبب تأليفه أن أبا يوسف طلب من محمد بعد فراغه من تأليف "المبسوط" أن يؤلّف كتابا، يجمع فيه ما حفظ عنه مما رواه له عن أبي حنيفة، فجمع هذا الكتاب، ثم عرضه عليه، فقال نعما حفظ عني أبو عبد الله إلا أنه أخطأ في ثلاث مسائل، فقال محمد: أنا ما أخطات، ولكنه نسى الرِّواية.
ويقال: إن أبا يوسف مع جلالة قدره كان لا يفارق هذا الكتاب في حضر ولا سفر، وطبع "الجامع الصغير" هذا في "الهند" بتعليق الشيخ عبد الحي اللكنوي، وفي "إستانبول" وفي "مصر"، وقد طبع طبقة أنيقة حديثة من