للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسيت على قاضي القضاة محمد … أذريت دمعي والفؤاد عميد

فقلت إذا ما أشكل الخطب من لنا … بإيضاحه يومًا وأنت فقيد

وأوجعني موت الكسائي بعده … وكادت بي الأرض الفضاء تميد

وأذهلنى عن كلّ عيش ولذة .... وأرق عيني والعيون هجود

هما عالمان أوديا وتخرما … فما لهما في العالمين نديد (١)

وبعد هذا البيت في "أخبار النحويين البصريين"، و"أخبار أبي حنيفة وأصحابه"، و"نزهة الألباء"، و"طبقات القراء":

فحزني إن تخطر على القلب خطرة … بذكرهما حتى الممات حديد

قال الإمام الكوثرى في "بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني": من المعلوم أن الشافعي رأى مالكا، ووكيع بن الجراح، وابن عيينة، وقد اعترف في تلك الأبيات أنه لم ير مثل الإمام محمد بن الحسن الشيباني، عدّه بمثل علم أبي حنيفة الذي لم يدركه الشافعي، ولم يكن من الشعراء الذين يتزلفون بكل وسيلة، فمثل هذا الكلام لن يصدر عن مثله إلا وقلبه يواطئ لسانه. ا هـ (٢).

وذكر السمعاني عن هشام بن عبيد الله، الذي توفي الإمام محمد بن الحسن الشيباني في بيته بـ"الري"، وذكر الحافظ القرشي أن صاحب "الهداية" ذكر في الحج أن الإمام محمد بن الحسن الشيباني مات في منزل هشام بن عبيد الله بـ"الري"، ودفن في مقبره (٣).

قال: إنه لما حضرته الوفاة بكي، فقيل في ذلك، فقال: إذ أوقفني الله تعالى بين يديه، وقال يا محمد! ما أقدمك على "الرى" أمجاهدا سبيلي أم


(١) انظر: الجواهر المضية ٢: ٤٤.
(٢) راجع: مقدمة كتاب التعليم ص ١٣٢.
(٣) راجع: الجواهر المضية ٢: ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>