للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" في ترجمة محمد بن الحسن الشيباني تحت سنة تسع وثمانين ومائة، وقال توفي الكسائي في هذه السنة على المشهور عن سبعين سنة. وكان في صحبة الرشيد ببلاد "الري"، فمات بنواحيها هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد. وكان الرشيد يقول: دفنت الفقه والعربية بـ"الرى".

قال ابن خلكان: وقيل: إن الكسائي توفي بـ"طوس" سنة اثنتين وثمانين ومائة، وقد رأى بعضهم الكسائي في المنام، ووجهه كالبدر، فقال: ما فعل بك ربك؟ فقال: غفر لي بالقرآن.

دفن الإمام محمد بجبل "طبرك". بقرب هشام بن عبيد الله الرازي، لأنه كان نازلا عليه، وفي "القاموس" "طبرك" محركة قلعة بـ"الري"، ودفن الإمام الكسائي بقرية "زنبويه"، بينهما أربعة فراسخ. قال ابن خلكان: "زنبويه" قرية من قرى "الري" بفتح الراء، وسكون النون، وفتح الباء الموحّدة، والواو بعدها، وبعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة، بعدها هاء ساكنة. وكان معسكر الرشيد أربعة فراسخ نزل الإمام الكسائي في جانب، والإمام محمد في جانب (١).

وذكر الإمام الحلبي والإمام المديني عن إسماعيل بن محمد الزبيدي في مرثيتهما يقول:

تصرمت الدنيا فليس خلود … وما قد يرى من بهجة ستبيد

لكل امرء منا من الموت منهل … فليس له إلا عليه ورود

ألم نر شابا قد ابتدر البلى … وأن الشباب الغض ليس يعود

سيأتيك ما أفنى القرون التي مـ … ـضت فكن مستعدا فالفناء عتيد


(١) راجع: ذيل الجواهر المضية ٥٢٧، والمناقب للموفق ٢: ١٤٨، وراجع لترجمته الإيثار لمعرفة رواة الآثار ص ٢٢، ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>