للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له مرسوم بإنكار المنكرات المجمع عليها، وأمر الحكّام بمعونته في ذلك، فنالته بهذا السبب ألسنة العوام، بل ربما أوقع بعضهم به الفعل، وكان الظفر له عليهم.

وكان أكثر إقامته بالحرمين الشريفين، وانتفع أهلها به كثيرًا.

وكان قد اشتغل في بلاده، وفي "القاهرة"، بفنون من العلم، وكان يستحضر كثيرًا من المسائل الفقهية، وغيرها، لكنه ليس بالماهر.

ورتّبه السلطان المؤيّد مدرّسًا بالجامع الذي بناه بالقلعة، وتخرّج به جماعة من الجراكسة.

مات ليلة الأربعاء، مستهلّ المحرّم، سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، ودفن في صبيحتها، بـ"المعلاة". - رحمه الله تعالى -.

هكذا لخّصت هذه الترجمة من "الضوء اللامع"، والذى ظفر لي من كلامه، وكلام من نقل عنه، أن صاحب الترجمة كان من خيار الناس، وأنه لم يكنْ فيه عيب إلا أنه يصدع بالحقّ، ولا يُحسن مداراة الفسّاق، فحصل له بذلك عند أهل عصره ما لا يليق من كلامهم فيه، وحطّهنم عليه، وحسدهم له، والله تعالى يغفر للمسيء منهم، آمين.

* * *

١٢٤٣ - الشيخ الإمام الحافظ تغري برمش سيف الدين الجلالي الناصري، ثم المؤيّدي نائب القلعة بـ"القاهرة"، ويعرف بالفقيه*.

كان يزعم أن أباه كان مسلما، وأن بعض التجّار اشتراه ممن سرقه، فابتاعه منه الخواجا جلال الدين، وقدم بها "حلب"، فاشتراه السلطان، وقدم


* راجع: الطبقات السنية ٢: ٢٦٣، ٢٦٦.
وترجمته في الضوء اللامع ٣: ٣٣، ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>