مَا كنت على عمري من عمرى حينا .. أسرفت مدى الْعُمر لأجل الشَّهَوَات
لَكِن مرَارًا من كيس حَياتِي
من جَاءَ إلى بابك بالتوب إلهي … إذ يسْقط بالأوب كأوراق نَبَات
لَا يرجع خلو أجرام عصاة
أرجو بك أن تَعْفُو يا غافر ذَنبي … إذ كنت مقرا بوفور السقطات
كلا وجميعا وَقت الدَّعْوَات.
* * *
٥٢٤٣ - الشيخ الفاضل الْمولى محي الدّين، الشهير بِابْن مغنيسا *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: قَرَأَ على عُلَمَاء عصره، ثمَّ وصل إلى خدمَة الْمولى خسرو، وَهُوَ مدرس بمدرسة أيا صوفية، وَكَانَت حجرَة الْمولى الْمَذْكُور ابْن مغنيسا فِي الطّبَقَة الْعليا من الْمدرسَة.
وَكَانَ يشتعل سراجه طول اللَّيْل إلى السحر، وَكَانَ يرَاهُ السُّلْطَان محمَّد خَان من دَار سعادته، وَلَا يدْرِي من هُوَ، فَسَألَ الْمولى خسرو يَوْمًا عَن أفاضل طلبته، قَالَ ابْن مغنيسا: قَالَ: ثمَّ من قَالَ ابْن مغنيسا، قَالَ هُوَ رجلَانِ، قَالَ: لَا، وَلكنه وَاحِد كألف، فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان: إنه سَاكن فِي الحُجْرَة الْفُلَانِيّة، وَعين الحُجْرَة الْمَذْكُورَة، قَالَ: نعم، هُوَ ذَاك.
وَلما بنى الْوَزير مَحْمُود باشا مدرسته بـ"قسطنطينية" أعطاها السُّلْطَان محمد خَان الْمولى ابْن مغنيسا، فَحَضَرَ فِي أول يَوْم من درسه أستاذه الْمولى خسرو، وَالْمولى ابْن الخطِيب وَسَائِر عُلَمَاء الْبَلدة، فدرس بحضرتهم، وَلما ختم