قد جمع الله فيه إلى جانب روح العمل، لين العريكة، ومرونة الخلق، وكرامة النفس، والمروءة والسماحة، والحلم الزائد، وطلاقة الوجه، التي كانت تعلو محياه طبيعيا وكلّ وقت، والتعمّق في الكتاب والسنّة وعلومهما وفي أسرار الشريعة، فقد ظلّ متوفّرا على دراسة كتب الإمام الغزالي، (أبي حامد محمد) المتوفى ٥٠٥ هـ، والإمام ولي الله الدهلوي (أحمد بن عبد الرحيم) المتوفى ١١٧٦ هـ، وجدّه الإمام محمد قاسم النانوتوي المتوفى ١٢٩٧ هـ، والعلامة الشيخ الكبير أشرف علي التهانوي المتوفى ١٣٦٢ هـ، وغيرهم من العلماء، الذين تفرّدوا في الحديث عن أسرار الشريعة وأحكامها.
كما جمع الله فيه خفّة الروح، والأناقة في الملبس والمأكل، وجميع شؤون الحياة، واللسان الذرب البليغ السلسال في الخطابة والموعظة. كلّ من رآه وجد نفسه مضطرّا لحبّه والإعجاب به.
[رحلاته]
زار شبه القارة الهندية من أقصاه إلى أقصاه، قد لا تخلو مدينة أو قرية لها شأن إلا وتشرّفت بزيارته ومحاضرته، وتكرّرت زيارته لمعظم الأقطار والمدن الهندية.
كما تكرّرت زيارته على دعوة فردية وجماعية لمعظم البلاد والمدن العربية والإسلامية والأوروبية، كما حضر فيها كثيرًا من المؤتمرات والندوات العلمية والإسلامية.
[وفاته]
في الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخامسة تماما من ٦ شوّال ١٤٠٣ هـ، يوم الأحد، استأثرت به رحمة الله تعالى. في الساعة الثانية عشرة إلا الربع تماما كنت مشغولا في مكتبي: مكتب الداعي الكائن في الناحية