للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للملك، وهيبة للعدو، ومن لم يقم اتبع السنّة، التي أخذت عنكم، قال: صدقت (١).

عن محمد بن كامل المروزي، قال: ما رأيتُ فتى أجل منه، ولا مجلسا أنبل منه، ولا إملاء أحسن من إملاءه، وكان من أحج الناس، وأورع الناس، وكان أهل "بغداد" إليه أميل، وبقوله آخذ من قول أبي يوسف (٢).

[كان الإمام الأعظم وصاحبيه أول المتكلمين]

قال الحافظ الحارثي: حدّثنا على بن موسى سمعتُ يعقوب بن شيبة، سمعتُ قبيصة يقول: كان أبو حنيفة في أول أمره يجادل أهل الأهواء، حتى صار رأسا في ذلك، منظورا إليه، ثم ترك الجدال، ورجع إلى الفقه والسنّة، وصار إماما فيه. كذا ذكره صدر الأئمة في "المناقب" بإسناده إلى الحارثي.

وقال العلامة كمال الدين أحمد بن حسن بن سنان الدين القاضي الرومي الحنفي قاضي العسكر في مبدأ كتابه "إشارات المرام من عبارات الإمام" وهو أول من دون الأصول الدينية، وأتقنها بقواطع البراهين اليقينية، في مبادي أمره بعيد رأس المائة الأولى.

وفي "التبصرة البغدادية" إن أول متكلمى أهل السنّة من الفقهاء أبو حنيفة، ألف فيه "الفقه الأكبر"، و"الرسالة" في نصرة أهل السنّة، وقد ناظر فرق الخوارج، والشيعة، والقدرية، والدهرية. وكان دعاتهم بـ"البصرة"، فسافر إليها نيفا وعشرين مرة، وقصمهم بالأدلة الباهرة، وبلغ في الكلام إلى أن كان المشار إليه بين الأنام. واقتفى به تلامذته الأعلام، ففى "المناقب الكردرية" وغيرها عن الإمام خالد بن زيد العمري أنه: كان الإمام أبو حنيفة، وأبو


(١) راجع: المناقب للكردري ٢: ١٦٠.
(٢) راجع: المناقب للكردرى ٢: ١٦٢، وتاريخ بغداد ٢: ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>