على "المدينة" عبد الله بن رواحة، وحمل لواءه علي بن أبي طالب، وسار في المسلمين، وهم ألف وخمسمائة، وكانت الخيل عشرة أفراس، وخرجوا ببضائع لهم، وتجارات، وكانت بدر الصفراء مجتمعا، يجتمع فيه العرب وسوقا، تقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان تخلو منه، ثم يتفرق الناس إلى بلادهم، فانتهوا إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة، وقامت السوق صبيحة الهلال، فأقاموا بها ثمانية أيام، وباعوا ما خرجوا به من التجارات، فربحوا للدرهم درهما، وانصرفوا.
[٢٦ - غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الرقاع]
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الرقاع في المحرَّم على رأس سبعة وأربعين شهرا من مهاجره، قالوا: قدم قادم "المدينة" بـ "جلب" له، فأخبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستخلف على "المدينة" عثمان بن عفان، وخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرَّم في أربعمائة من أصحابه، ويقال: سبعمائة، فمضى حتى أتى محالهم بـ "ذات الرقاع"، وهو جبل فيه بقع حمرة وسواد وبياض قريب من النخيل بين "السعد" و"الشقرة"، فلم يجد في محالهم أحدا إلا نسوة، فأخذهنَّ، وفيهنَّ جارية وضيئة، وهربت الأعراب إلى رؤوس الجبال، وحضرت الصلاة، فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فكان ذلك أول ما صلاها، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى "المدينة".
[٢٧ - غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل]
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم "دومة الجندل" في شهر ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا من مهاجره، قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بـ "دومة الجندل" جمعا كثيرا، وأنهم يظلمون من مرَّ بهم من الضافطة، وأنهم يريدون أن يدنوا من "المدينة"، وهي طرف من أفواه "الشام"، بينها وبين "دمشق" خمس ليال، وبينها وبين "المدينة" خمس عشرة أو ست