الشيخ على أن يقوم بزيارة المدينة، ومقاومة ديانند الجموح، فشدَّ رحاله، رغم ما كان يعانيه من مرض وضعف، وصحبه جماعة من أصحابه والمعجبين به، وصل خلائق لا تحصى من كل صوب وحدب إلى المدينة طامعة في الاستماع لكلامه وطامحة إليه.
[ديانند يلوذ بالفرار بمجرد سماعه قدومه]
غير أن هذا الرجل المسكين لم يرض بالحديث معه، وأخذ يتعلل بشروط واهية دلّت على سوء نيته وخبث إرادته، والعاقل تكفيه الإشارة، وأخيرا خرج منها خائفا يترقب، وألقى حضرة الشيخ هناك خطبة، وأطال نفسه في دحض أباطيله، وأسماره، ورد على طعونه، ثم عاد إلى "ديوبند"، وقضى شهر رمضان في وطنه، وأخذ يدوّن ما ألقاه في روركي ردا على طعونه في الإسلام، وأكبر مطاعنه في الإسلام تمثل في الاستقبال والتوجّه إلى الكعبة في الصلاة، إذ اعتبره من عبادة الأصنام، وسمى حضرة الشيخ هذه الرسالة "قبله نما" أي الهادي إلى القبلة، وهي رسالة ضخمة.
وطوف ديانند في أماكن كثيرة، وانتهى به المطاف إلى "ميرته" يوجّه إلى الإسلام المطاعن التى سبق أن وجهها في مدينة "روركي" من قبل، وأخلق بفاقد الحياء أن يفعل ما شاء له الهوى، وذلك في وقت كان في نفس حضرة الشيخ أن يزور "ميرته"، إذ قام بعض أهلها يرغب الناس في ندب حضرة الشيخ إليها، فاستعدّ له -رغم ما كان به من علة وضعف أنهك قواه- وتجلد على السير إليها، ودخل المدينة، فإذا بالكاهن الهندوكي هذا يخلق معاذير، ويدبّر الحيل فرارا من مناظرته.
[قيامه بالرد عليه، وتسمية الشيخ عبد العلي له بالرد المماثل]
وقام حضرة الشيخ بها -كذلك- بالرد عليه، وأخذ يدوّن شيئا من ذلك، قرتبه الشيخ عبد العلي كإجابة عن مطاعنه واعتراضاته، وسماه