ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني سليم بـ "بحران" لست خلون من جمادى الأولى على رأس سبعة وعشرين شهرا من مهاجره، و"بحران" بناحية "الفرع"، وبين "الفرع" و"المدينة" ثمانية برد، وذلك أنه بلغه أن بها جمعا من بني سليم كثيرًا، فخرج في ثلاثمائة رجل من أصحابه، واستخلف على "المدينة" بن أم المكتوم، وأغذ السير حتى ورد "بحران"، فوجدهم قد تفرَّقوا في مياههم، فرجع، ولم يلق كيدا، وكانت غيبته عشر ليال.
[١٧ - سرية زيد بن حارثة]
ثم سرية زيد بن حارثة إلى "القردة"، وكانت لهلال جمادى الآخرة على رأس ثمانية وعشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أول سرية خرج فيها زيد أميرا، و"القردة" من أرض "نجد"، بين "الربذة" و"الغمرة" ناحية "ذات عرق"، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترض لعير قريش، فيها صفوان بن أمية، وحويطب بن عبد العزى، وعبد الله بن أبي ربيعة، ومعه مال كثير نقر وآنية فضة، وزن ثلاثين ألف درهم.
[١٨ - غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد]
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحدا" يوم السبت لسبع ليال خلون من شوَّال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره، قالوا: لما رجع من حضر "بدرا" من المشركين إلى "مكة" وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان بن حرب موقوفة في دار الندوة، فمشت أشراف قريش إلى أبي سفيان، فقالوا: نحن طيبو أنفس إن تجهزوا بربح هذه العير جيشا إلى محمد، فقال أبو سفيان: وأنا أول من أجاب إلى ذلك، وبنو عبد مناف معي، فباعوها، فصارت ذهبا، فكانت ألف بعير، والمال خمسين ألف دينار، فسلم إلى أهل العير رؤوس أموالهم، وأخرجوا أرباحهم، وكانوا يرحون في تجارتهم للدينار دينارا، وفيهم