للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومات وهو شابٌّ لم يُكْمِلْ أربعين، في المحرَّم، سنة ستّ وخمسين وسبعمائة، سقط عليه بيتٌ بـ "الصَّالحِيَّة"، فمات. رحمه الله تعالى.

* * *

٢٥٥٧ - الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد بن أبي يَزيد الخَلَنْجِيّ *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال الخطيبُ: كان من أصحاب أبي عبد الله أحمد بن دُؤاد، حاذقا بالفقه على مذهب أبي حنيفة، واسع العِلْم، ضابِطًا.

وكان يصحب ابنَ سَماعة.

وتقلَّد المظالِمَ بالجَبَل، فأُخْبِرَ ابنُ أبي دُؤاد أنَّه فاضلٌ، عالمٌ بالقضاء ووُجوهِه، فسأل عنه ابنَ سماعَة، فشَهِد له، فكلَّم ابنُ أبي دُؤاد المعْتَصمَ، فَوَلّاه قضاءَ "هَمَذان"، فأقام نحوًا من عشرين سنة لا يُشْكَى، وتلطَّف له محمد بن الجَهْم في مالٍ عظيمٍ، فلم يَقْبَلْه.

ووَلِيَ أيضًا قَضاءَ "الشَّريفة" في أيَّام الواثقِ، ولما وَلِيَها ظهَرتْ عفَّتُه وديانتُه لأهل "بغداد" وكان فيه كِبْرٌ شديدٌ.

وكتبَ إليه المعْتصِمُ في أن يَمْتَحِنَ النَّاس في القَوْلِ بخَلْقِ القرآن، وكان يضْبِطُ نَفْسَه، فتقدَّمتْ إليه امرأة، فقالتْ: إنَّ زَوْجِي لا يقول بقَوْلِ أمير المؤمنين في القُرآن، ففَرِّقْ بيني وبينه. فصاح عليها وطردَها، فلمّا كان في سنة سبع وثلاثين في جُمادَى عَزَلَهُ المتَوَكِّلُ، وأمر أن يُكْشَفَ عنه ليَفْضَحه بسبب


* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٢٣٥.
وترجمته في الأنساب ٢٠٥ ظ، وتاريخ بغداد ١٠: ٧٣، ٧٤، والجواهر المضية برقم ٧٣٦، واللباب ١: ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>