لا يخفى أن الصلة بين براعة الأستاذ وانكشاف مواهب التلميذ أمر غير منكر، وأن للأستاذ دورا فعّالا في تنمية كفاءة التلاميذ وتقوية استعدادهم وتوطئة السبل للمهارة في الفنون والمعارف واستثمار مواهبهم الخفية، وتكوين شخصيّاتهم. وإذا نظرنا إلى تلامذة الشيخ المقتبسين من فيوضه وتوسمنا سيرهم بدا لها جليا مدى أثره ودوره في تكوينهم، وبراعته وحذاقته في أصناف الفنون وأضراب العلوم.
وللشيخ آلاف مؤلفة من التلاميذ في شتى المجالات، ومن أبرزهم:
١ - أستاذ الأساتذة المحدث الفقيه الشيخ أحمد، المتوفى عام ١٤١٦ هـ، تغمّده اللَّه بغفرانه، كان فقيه النفس وحافظا لمفردات اللغة العربية والشاعر اللبيب باللسان العربي، وقد ابتدأ على يديه درس "صحيح البخاري" في الجامعة الإسلامية فتيه شيتاغونغ، وظلّ يدرّس الفقه والحديث والتفسير طوال نصف القرن، واستفاد منه خلق كثرون، وجمع عظيم من البشر، وكان الأستاذ قد ارتحل إلى "الهند" غبّ أن تخرج في الجامعة الإسلامية جيري، ومن حسن حظّه أن أتيحت له الفرصة للتلمّذ على عبقري العصر أنور الضاه الكشميري.
٢ - الحبر البحر، الأحوذي اللوذعي العالم الهمام أمير حسين، المتوفى سنة ١٤٠٤ هـ تغمّده اللَّه بغفرانه، أستاذ الحديث والمواد الإسلامية بالجامعة الإسلامية فتيه، وكان حافظ القرآن حفظا نادرا، مع الزهد والورع وملازمة التقوى واجتناب خوارم المروءة، والابتعاد عن الشبهات، فضلا عن المحرمات والمعاصي، محافظا على تلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، وكان من الذين قاموا بتدريس الحديث وفق الصناعة الحديثية في منطقة شرق جنوب آسيا.