أما البنات فهن إكرام النساء، ورقية، وعائشة" وكلّهن تزوّجن، وولدن الأولاد، إلا الأخيرة، التى لم تلد، وتوفّين بعد ما عشن حياة، لم تكن قصيرة.
وقد ساهم مساهمة فعّالة في ثورة ١٨٥٧ م الشهيرة ضدّ الإنكليز المستعمرين، وحارب الجيش الإنكليزي في معركة "شاملي" بمديرية "مظفرنكر" بولاية "يوبي"، وأصابه جروح، ولكن الله شفاه منها، وبما أن الإنكليز سجّلوا اسمه ضمن المجرمين الكبار، فظلّ مدّة من الزمان مختفيا متنقلا بين القرى والأرياف، وبعد ما أعلنت الحكومة الإنكليزية العفو العام عاد الشيخ إلى بيته، ثم عمل مجدّدا مصحّحا في المطبعة المجتبائية بمدينة "ميرته".
وحجّ ثلاث مرّات، كانت حجّته الأولى سنة ١٢٧٧ هـ، وحجّته الثانية. ١٢٨٦ هـ وحجّته الثالثة ١٢٩٤ هـ.
[من مآثره الخالدة]
(١) إقامة سلسلة من المكاتيب والمدارس الأهلية على أساس تبرّعات شعبية عامة من المسلمين، ولا سيّما فقراء الشعب المسلم، لأنه كان يعلم أنهم أشدّ إخلاصا في الأغلب من أثرياء المسلمين وأمرائهم.
وعلى رأس هذه المدارس: الجامعة الإسلامية دار العلوم بمدينة "ديوبند"، التى أسّسها بتعاون من زملائه الكبار بشكل كتّاب باسم المدرسة الإسلامية العربية بـ "ديوبند" يوم الخميس ١٥ محرم ١٢٨٣ هـ، الموافق ٣٠ مايو ١٨٦٦ م أي بعد ثورة ١٨٥٧ م الشهيرة، التي قام بها الهنود، ولا سيّما المسلمون ضدّ الاستعمار الإنكليزي بستة أعوام فقط، وكانت هذه الجامعة ركيزة أساسيّة في محاولة الإبقاء على الكيان الإسلامي في شبه القارة الهندية، والحيلولة، دون تكرار ما حدث مع المسلمين في "الأندلس" من إعدامهم فيها أو إقصائهم منها كليا، وطمس كلّ شيء