قال: وقرأتُ فاتحة الفراغ لما بلغتُ اثنتين وعشرين سنة، ثم تصدّيت للدرس والإفادة، وأخذت الطريقة الجشتية عن الشيخ الأستاذ محمد صادق السبركهي، ولما بلغتُ الأربعين رحلتُ إلى "دهلي" و"أجمير"، واعتراني العشق في هذا الزمان فأنشأت في تلك الحالة مزدوجة على نهج "المثنوي المعنوي"، يحمل خمسة وعشرين ألفا من الأبيات، وأنشأت ديوان شعر كـ "ديوان الحافظ"، فيه خمسة آلاف بيت، ولما سافرت إلى "الحجاز" أنشأت قصيدة على نهج "البردة"، فيها مائتان وعشرون بيتا بالعربية، ولما وصلت إلى "بندر سورت" شرحت تلك القصيدة، واعتزاني العشق مرّة ثانية.
فأنشأت تسعا وعشرين قصيدة بالعربية. انتهى.
وكانت وفاته ليلة الثلاثاء لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثلاثين ومائة وألف بمدينة "دهلي"، فدفنوه بزاوية المير محمد شفيع الدهلوي، ثم نقلوا جسده إلى بلدة "أميتهي" بعد خمسين يوما، ودفنوه بمدرسته.
* * *
٣٢٤ - الشيخ الفاضل أحمد بن سليمان بن كمال باشا. الإمام العالم، العلامة، الرحلة، الفهّامة، أوحد أهل عصره، وجمال أهل مصره، مَنْ لم يخلف بعده مثله، ولم تر العيون مَنْ جع كماله وفضله *.