معه إلى "لاهور"، وأقام بها زمانا، ولما مات شاه عالم رجع إلى "دهلي" وأقام بها إلى أن توفي، وتقرّب إلى فرخ سير، وانتفع به خلق كثير.
وكان غاية في إيصال النفع إلى الناس، يشفع لهم عند السلطان، وكان مع كبر سنّه لم يعتزل عن الناس، ولم يترك الدرس والإفادة حتى درس إلى عشية مات فيها.
وله مصنّفات جيّدة حسان ممتعة، أشهرها:"التفسير الأحمدي" في مجلّد كبير، كتاب في تفسير آيات الأحكام، شرع في تصنيفه سنة أربع وستين وألف، وله ستّ عشرة سنة، وكان يقرأ حينئذ "الحسامي" في الأصول وفرغ من تصنيفه حين كان يقرأ "شرح المطالع" سنة تسع وستين وألف وذلك ببلدة "أميتهي"، ثم صحّحه بعد ما فرغ من التحصيل في سنة خمس وسبعين وألف، وله سبع وعشرون سنة.
ومن مصنفاته:"نور الأنوار في شرح المنار" في الأصول، صنّفه في "المدينة المنوّرة" في شهرين، شرع في تصينفه غرّة ربيع الأول سنة خمس ومائة وألف، وفرغ منه في سابع جمادى الأولى من السنة المذكورة، وهو شرح نفيس ممزوج حامل المتن، تلقّاه العلماء بالقبول تعليقا وتدريسا، ومنها:"السوانح" على منوال "اللوائح" للجامى، صنّفه في "الحجاز" لما رحل إليه مرّة آخرى سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، ومنها:"مناقب الأولياء" في أخبار المشايخ، صنّفه في كبر سنه ببلدة "أميتهي"، وله "تتمة" لولده عبد القادر، ومنها:"آداب أحمدي" في السير والسلوك، صنّفه في صغر سنّه.
قال في "مناقب الأولياء": لما بلغتُ ثلاث عشرة سنة توفي والدي، وصنّفت "آداب أحمدي" في السير والسلوك، وأنشأت خطب الجمع والأعياد، وهذّبت مصنّفات جدّي عبيد الله، وصنوه علم الله.