ويرجع نسبه إلى سيّدنا صالح على نبينا وعليه السلام. ولد صبيحة يوم الثلاثاء الخامس من شعبان سنة أربعين وألف، ببلدة "أميتهى"، ونشأ في حجر أبيه، وحفظ القرآن، وله سبع سنوات، ثم اشتغل بالعلم من غير رعاية التقديم والأخير.
ولما بلغ ثلاث عشرة سنة توفي والده، وقرأ أكثر الكتب الدراسيّة على الشيخ محمد صادق الستركهي، وبعضها على مولانا لطف الله الكوروي، وفرغ من التحصيل، وله اثنان وعشرون سنة، ثم تصدّر للتدريس ببلدته، ولما بلغ الأربعين رحل إلى "أجمير" ثم إلى "دهلي"، وأقام بها زمانا صالحا، وكان يدرّس، ويفيد.
أخذ عنه خلق كثير، وسافر إلى الحرمين الشريفين، وله خمس وخمسون سنة، فحجّ، وزار، وأقام بالحرمين مدّة من الزمان، ثم رجع إلى "الهند"، وقد ناهز الستين، فأقام ببلاد "الدكن" في معسكر السلطان عالمغير بن شاهجهان الدهلوي ستة أعوام.
ثم سافر إلى "الحجاز" سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، وأدّى مناسك الحجّ مرة من تلقاء والده، ومرّة ثانية من تلقاء والدته، ودرّس "الصحيحين" بتدبّر وإتقان، ومراجعة إلى الشروح، ثم رجع إلى "الهند"، وأتى بلدته سنة ستّ عشرة ومائة وألف، ووصلتْ إليه الخرقة من الشيخ ليس بن عبد الرزّاق القادري صحبة السيّد قادري بن ضياء الله البلغرامي، وأقام ببلدة "أميتهي" بعد ذلك سنتين.
ثم سار إلى "دهلي" ومعه جماعة من المحصّلين عليه، فأقام بها زمانا، ولما رجع شاه عالم بن عالمكير من "بلاد الدكن استقبله في "أجمير"، وسافر