صَار مدرسا بمدرسةِ السُّلْطَان بايزيد خَان بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير عَليّ باشا بِمَدِينَة "قسطنطينية".
ثمَّ صَار مدرسا بِمَدِينَة "أزنيق"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة دَار الحَدِيث بـ "أدرنه"، ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان مراد خان بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ صَار قَاضِيا بـ "أدرنه"، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، ثمَّ صَار قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور فِي ولَايَة "أناطولي"، وداوم على ذَلِك مُدَّة.
ثمَّ عزل عَن ذَلِك، وَصَارَ مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة وَخَمْسُونَ درهما، وَمَا مكث إلا يَسِيرا، حَتى ترك التدريس، وَذهب إلى الْحَج، ثمَّ أتى مَدِينَهَ "قسطنطينية"، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة وَخَمْسُونَ درهما بطرق التقاعد.
وداوم على ذَلِك مُدَّة، حَتَّى مَاتَ فِي سنة سبع وَخمسين وَتِسْعمِائَة، وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، فَاضلا، صَالحا، ورعا، محبا لمشايخ الصُّوفِيَّة، وسالكا طريقهم، وَكَانَ مُعْتَزِلا عَن النَّاس، ومشتغلا بِنَفسِهِ، وَكَانَ لَا يذكر أحدا إلا بِخَير. وَكَانَ مرضِي السِّيرَة، حسن الطَّرِيقَة، وافر الأدب، صَاحب حَيَاء ووقار، وَكَانَت لَهُ مُعَاملَة مَعَ الله تَعَالَى بَاطِنا، وَكَانَ يجْتَهد لَيْلًا وَنَهَارًا فِي تتبع مكايد النَّفس والمباشرة فِي علاجها.
وَبِالْجُمْلَةِ: كَانَ رَحمَه الله مَظَنَّة للولاية، إذ قد كَانَت لَهُ مُعَاملَة مَعَ الله تَعَالَى فِي بَاطِنه، لَا يطلع عَلَيْهَا النَّاس، روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.
* * *
٤٨٣٢ - الشيخ الفاضل محمد بن محمد الخواجه *
* راجع: معجم المؤلفين ١١: ٢١٤.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute