للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشيخ إمداد الله يوسينا بالاحتفاظ بما يقوله حضرة الشيخ]

ثم قال الشيخ خلال هذه الرحلة: عليكم بما يقوله أو يكتبه حضرة الشيخ فاغتنموه، واعتنوا به، غير أننا -والقلب ملؤه الأسى- لم يخطر ببالنا أن أجله قد حان، وسيُداهمنا الخطب، قد كان نَقُهَ بعد معاناته لشدّة المرض مرات، ولا نظن -آنذاك- إلا أنه سيعود إليه الصحة، فسُقِطَ في أيدينا، ولم نملك إلا قلب الأكّف على ما فاتنا، فأنى لنا من يسدّ مسدّه، ويكمل ما نقص، ويتدارك ما حصل من خلل؟

وبعد ما تزوّج حضرة الشيخ كان ينغّص عيشَ والده ما يراه منه من رغبته عن الدنيا وما فيها، وظلّت تراوده أمنية ذكر يولد لحضرة الشيخ يرثه، ويخلفه، ويعقب نسله، فقد كان رزق عدة بنات تباعا، ولا زالت اثنتان منهنّ على قيد الحياة، فقال له بعض أهل الخير والصلاح: إن أمنيتك للذكر مما يتأذّى بها حضرة الشيخ، فلا تنغّض عليه عيشَه، إذا سيرضيك الله تعالى، فأمسكْ عنه، وأصبح أكبر همّه تحقيق رغبة حضرة الشيخ، فيقري ضيفه، ويخدمهم دون أن يجد في نفسه من ذلك حرجا.

فرزق الله حضرة الشيخ غلاما، سمّاه أحمد، وقد بلغ أحمد هذا الثامن عشر من عمره شابا يافعا، جعله الله سرا لأبيه، مشابها له، آمين! ثم ولد له ابنه هاشم، وسماه بهذا الاسم جدّه، والد حضرة الشيخ، كما ولد له خلال ذلك بنون وبنات، كل مضى لسبيله، إلا بنتا بلغت من سنّها ثلاثا أو أربعا من السنوات، وهي آخر أولاده، متّعهم الله جميعا بطول عمر وسعادة وتوفيق، وأبقى الله على نسله بهم.

[تواضعه]

أخونا أسد علي والد حضرة الشيخ رجل غرّ، يكثر من تدخين الشيشة، بينما حضرة الشيخ ممن يكرهها، ويبغضها، وذات مرة أمره والده

<<  <  ج: ص:  >  >>