للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتقرير عن هذا الاجتماع لم يتم بعد نشره وطبعه، وإن كان قد دوّن وجمع في ذلك المكان، والآن بعد ما بلغ به المرض نهايته وحان أجله، تم الشروع في طبع هذا التقرير، والمأمول أن يرى النور حتى يشتهر، ويعم نفعه.

بلغني يومئذ أنه في حاجة إلى تقدمة كلمات عليه، فقام حضرة الشيخ بتوفية هذه الحاجة وقضائها، وسماه حجة الإسلام، وتم إصداره.

[رحلته برفقة الشيخ رشيد أحمد وأنا معهما إلى الحجاز]

وعقد الشيخ رشيد أحمد عزمه على الحج لبيت الله ذلك العام، فأعددت نفسي له، ولم ندع حضرة الشيخ، حتى استصحبناه، عندما سرنا إلى "مكة"، ورافقه غير قليل من أصحابه المعجبين به، خرجنا في شوَّال عام ١٢٩٣ هـ، وقفلنا إلى الوطن في الأيام الأولي من شهر ربيع الأول، ورفقتنا هذه لم تضم إلا علماء، يتراوح عددهم ما بين ثمانية عشر وعشرين حاجا بمن فيهم حضرة الشيخ، فكانت خير رفقة.

[إصابته بمرض في طريق العودة]

وسعدنا بزيارة الشيخ -أي الشيخ إمداد الله المهاجر المكي- والأمكنة المقدسة وصلنا "حدة" إذ أدرك حضرة الشيخ الحمى، فقلنا في أنفسنا: إنها ترجع إلى مفارقة هذا الشيخ الجليل والمشي المتواصل أضف إلى ذلك، أنه لم يكن يعاني من مرض قبل الحج، فما إن بلغنا "جدة"، حتى ركبنا سفينة كادت تقلع مراسيها لتبحر، بينما السفن الأخرى أخرت إبحارها لمدة عشرة أيام أو أسبوعين، وتوقّعنا أن الوصول إلى "بومبائي" يستغرق خمسة عشر يوما، فهلا نتحمّل شيئا من المتاعب، التي يسبّبها ضيق المكان في السفينة، فركبناها، وفعلًا عانينا فيها من المتاعب ما يعدل تلك الراحة الطمأنينة، التي لقيناها عندما أبحرنا إلى "مكة".

<<  <  ج: ص:  >  >>