العلل، فقالوا: من أين لك هذا؟ فقلت: من عند أبي حنيفة. فصرت رأس الحلقة بالثلاث المسائل. ثم انتقل إلى أبي حنيفة، فكان أحد العشرة الأكابر، الذين دوّنوا الكتب مع أبي حنيفة. اهـ.
وساق ابن فضل الله العمري في "مسالك الأبصار" هذا الخبر بنصّه بطريق الطحاوي.
[أقوال أهل العلم في زفر]
قال الصيمري: أخبرنا أبو عبد الله المرزباني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المسكي، قال: حدثنا ابن أبي خيثمة، عن أبي الحسن المدائني، قال: زفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة عنبريّ. وقال أيضا: أخبرنا المرزباني، قال: حدثنا الحسن بن محمد المخرمي، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سألت أبى وعمّي أبا بكر عن زفر، فقالا: كان زفر من أفقه أهل زمانه، قال أبي: وكان أبو نعيم -يعنى الفضل بن دكين- يرفع زفر، ويقول: كان نبيلا، فقيها.
قال: وحدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الرازي، قال: حدثنا أبو عبد الله الزعفراني نزيل "واسط"، قال: حدثنا أحمد بن أبي خيمثة، قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: حدثني عمرو بن سليمان العطّار، قال: كنت بـ "الكوفة" أجالس أبا حنيفة، فتزوّج زفر، فحضره أبو حنيفة، فقال له: تكلّم. فخطب، فقال في خطبته:
هذا زفر بن الهذيل، وهو إمام من أئمة المسلمين، وعلم من أعلام الدين في حسبه وشرفه وعلمه. فقال بعض قومه: ما يسرّنا أن غير أبي حنيفة خطب حين ذكر خصاله ومدحه، وكره ذلك بعض قومه، وقالوا له-: حضر ابن عمّك أشراف قومك، ونسأل أبا حنيفة أن يخطب؟! فقال: لو حضرني أبي لقدمت أبا حنيفة عليه. اهـ. وكفى في معرفة منزلة زفر في الفضل قول أبي حنيفة هذا فيه.