للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٣٣ - العارف باللَّه تعالى الشيخ داود من قصبة مدرني *.

صحب الشيخ حبيبا خليفة السيّد يحيى، قدّس اللَّه أسرارهم، روي أن الأمير أحمد المعروف بأحمد الأحمر أرسل إليه كتابا يسأله عن الدوائر الخمس المعروفة عند أهل السلوك، فصنّف لأجله كتابا كبيرًا، وبيّن فيه الدوائر السبع من دوائر السلوك، سماه بـ "كلشن توحيد"، وجعله منظوما بالتركية والعربية، وأهل السلوك يعتني به أشدّ الاعتناء.

ومن جملة كراماته ما حكى بعض أصحابه أنه قال كنت بلغت سنّ التمييز، وبي اعتقال اللسان، قال فذهب بي والدي يومًا إلى حضرة الشيخ المذكور، والتمس منه أن يدعو لي بذهاب اعتقال اللسان، قال ودعا لي بذلك، وأدخل من ريقه في فمي، قال: فلمّا أتيت البيت، ورأيت والدتي قلت لها: يا أمّاه إني تكلّمت، قال: وهذه أول كلمة تلفّظت بها، وحكى ذلك البعض عن بعض أصحاب الشيخ المذكور أنه قال: كنت أولا من طلبة العلم، وسافرنا مع بعض الأصحاب إلى بلاد "قرامان"، فمررنا على بئر عظيمة هناك، وقد أجهدنا العطش، وكدنا أن نموت إذ ظهر من بعيد جماعة، ففرحنا بذلك، راجين أن يكون عندهم الماء، فلما دنونا منهم أقبل رجل قد تقدّمهم، ومعه ظرف ماء مشدود في وسطه، وهو يذكر اللَّه تعالى بالجهر، وقد غلب عليه الحال، وحصلت له الجذبة، فلمّا رآنا رمى ما في وسطه من الإناء إلى الهواء، قال فلمّا سقط الأناء سال الماء من فمي، وقد ذهب عني العطش، ولم ينكسر الإناء، قال: وكان ذلك سبب التحاقي بهم، وكان رئيسهم الشيخ


* راجع: الشقائق النعمانية ص ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>