إلا بعض الأسماء، التي لم نعثرْ لها على أيّ أثر علمي، وأيضا تجد بنات ونساء هذه الأسرة عالمات حافظات للقرآن، يتسابقن في الصيام والنوافل، وذكر الله، ولا يتكلّمن إلا عن أهمّية الاستغراق في ذكر الله، ومدى حلاوته، التي لا يدركها الإنسان العادي.
ولذا فقد كانت بيوت تلك الأسرة معمورة بالصوم، والصلاة، وتلاوة القرآن، كما كانت تفوح بعطر الإيمان والتقوى.
ونتيجة لذلك، فما كانت تطمع سيّدات هذه الأسرة أن يكون أبناؤهن ضباطا أو موظّفين كبارا في الحكومة، بل كنّ يطمعن أن يستقي أبناؤهن مشربهم من مدرسة الإيمان، وتتجلّى فيهم آثار الصحابة، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
وهكذا فقد كان لتقاليد الأسرة والبيئة النقية أثرهما في تكوين شخصية الشيخ محمد إلياس، وتحديد سلوكه في سائر أطوار حياته: علمية كانت، أو ثقافية، أو اجتماعية.
[والدة الشيخ محمد إلياس]
وهي بي صفية بنت السيّدة أمة الرحمن المعروفة بـ "أمي بي"، وقد اشتهرتْ هذه السيّدة بالزهد والتقوى. وبعد اقترانها بالشيخ محمد إسماعيل رزقهما الله ولدين صالحين، اشتهرا في مجال العلم والدعوة، وهما "الشيخ محمد يحيى"، و"الشيخ محمد إلياس".
وقد حفظتْ بي صفية القرآن الكريم، كما تعلّمت العلوم الأساسية في الدين الإسلامي كعادة الأسرة.
وكانت معروفة بقوّة ذاكرتها وذكائها الحادّ، فكانتْ لا تكاد تنسى شيئا حفظتْه أبدا، كما عرفتْ بكثرة تلاوتها للقرآن، والأوراد، والأدعية المأثورة.