الأفاضل والمجاهدين من "جهنجهانه" و"كاندهله"، ونلاحظ أنه لا ينتفع بمزايا وعلوم هذه الأسرة أهل هذه المدن فحسب، بل استفادتْ منهم شبه القارة بأكملها، حيث كان الملوك يفضلون رجالها لتربية أولادهم ورعايتهم وبفضلهم، فقد اشتهرتْ مدينتا "كاندهله" و"جهنجهانه" بأنهما مدينتا العلم والفضل.
وكذلك فقد انفردتْ سيّدات هذه الأسرة بتربية أولادهنّ بأسلوب فريد، حيث كانت تحكي لهم حكايات الصحابة، وقصص المجاهدين في الإسلام، وما بذلتْه هذه الأسرة من تضحيّات في سبيل الدين، وكان موضع اهتمام سيّداتها لغرص قيم الدين الحنيف في نفوس أبنائها، وإعدادهم للذود عن الشريعة المطهّرة، وذلك ببذل النفس والمال، حيث كن يحرّضن أولادهن على التمسّك بالكتاب والسنّة منذ نعومة أظفارهم.
وقد تربّى محمد إلياس التربية النقيّة الصافية، التي كان لها أثرُها البالغ في تكوين حياته العلمية والعملية، وإبراز شخصيته القيادية، التي تكاملتْ فيها كلّ جوانب الخير والفضيلة.
وقد يؤكّد لنا الحقيقة التي لا شكّ فيها، وهي أن أثر البيئة والأسرة منذ النشأة الأولى، هي التي تشكل الشخصية الفذة، وتظهرها قبل أن يشبّ صاحبها عن الطوق.
وكان أجداد الشيخ محمد إلياس هم قمة رجال، عصورهم في شتى نواحي العلم والمعرفة، إذ كانوا من الأعلام في شتى ميادين القضاء والتأليف والدعوة والجهاد، كما نجد نساءَ تلك الأسرة، قد تفرّدن بالإيمان الخالص، والعلم النافع، والتقوى، والزهد، والعبادة، وقيام الليل، وتربية الأبناء، فلا تجد شخصا في الأسرة إلا وهو حافظ للقرآن، أو عالم، أو معلّم، أو طبيب، اللّهم