للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثالث في عبادته، وورعه، وثناء الناس عليه بذلك]

عن يحيى بن مَعين (١)، أنه قال: سمعتُ يحيى القطَّان، يقول: جالسنا والله أبا حنيفة، وسمعنا منه، وكنتُ والله إذا نظرتُ إليه عرفتُ في وجهه أنه يتقي الله عزَّ وجلَّ.

وعن الحسن بن محمد الليثي (٢) أنه كان يقول: قدِمتُ "الكوفة"، فسألتُ عن أعبد أهلها، فدفعتُ إلى أبي حنيفة، ثم قدمتُها وأنا شيخ، فسألتُ عن أفقه أهلها، فدفعتُ إلى أبي حنيفة.

وعن سُوَيد بن سعيد، قال: سمعتُ سفيانَ بنَ عُيينة، يقول: ما قدم رجل "مكة" في وقتنا أكثر صلاة من أبي حنيفة.

وقال أبو مطيع: كنتُ بـ "مكة"، فما دخلتُ الطواف في ساعة من ساعات الليل إلا رأيتُ أبا حنيفة وسفيان في الطواف.

وقال يحيى بن أيوب الزاهد: كان أبو حنيفة لا ينامُ الليلَ.

وقال أبو عاصم النبيل (٣): كان أبو حنيفة يُسمّى الوتد؛ لكثرة صلاته.

وعن أسد بن عمرو (٤)، قال: صلى أبو حنيفة - فيما حُفظ عليه - صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ القرآن جميعه في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل، حتى يرحمه جيرانُه، وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعةَ آلاف مرة.


(١) تاريخ بغداد ١٣: ٣٥٢.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٥٣.
(٣) تاريخ بغداد ١٣: ٣٥٤.
(٤) في تاريخ بغداد ١٣: ٣٥٤ "عمر"، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>