للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا العصر، وهو محمد بن الشيخ محمد بن إلياس، -أدام الله للوُجود وُجودَه-، ما صورتُه:

قلتُ: عبد الرَّزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلَف بن أبي الهَيْجاءَ الرَّسْعَنِيّ، له تفسيرٌ، سَمَّاه "مَطالِعَ أنْوار التنزيل ومَفَاتح أسْرار التَّأويل" عندي منه الجِلْدُ الأوَّلُ والثالثُ بخطِّ مُصَنِّفِه،، لا أدْرِي أنَّه أكْمَله أو لا، وهو كتابٌ جليل، والظّاهر أنَّ هذا هو المذكور في الكتاب، لكنَّه حَنْبَلِيٌّ، فإنَّه ذكر في كتابه المذكور هكذا: نقلَ الجماعةُ عن إمامنا أحمدَ، رضي الله تعالى عنه، منهم ابنُ عَمِّه، وأحمد بن القاسم، أنَّ قراءَتَها -أي الفاتحة- واجبة في كلِّ ركعةٍ، فإنْ تركها لم تَصِحَّ صلاته. ورأيتُ في آخر الجِلْد الأوَّلِ منه سَماعا بخَطِّه، قال في آخره: وصحَّ ذلك في مجالسَ، آخِرُها يوم الخميس، ثاني ذي القَعْدَة، سنة تسع وأربعين وستِّمائة، بـ "دار الحديث المهاجِرِيَّة" بـ "الموْصِلِ". وكتب بعدَ ذلك اسمَه ونَسَبَه كما ذكرنا.

ثم إنه نقَلَ عن كتاب "دُرَّة الإسْلاك" أنَّه قال: في سَرْدِ نَسَبه الحَنْبَلِيّ. فاتَّضح من ذلك جميعه أنَّه كان حَنْبَلِيَّا بلا رَيْبٍ؛ اللَّهم إلا أن يكون تحنَّف بعدَ ذلك في أواخر عُمْرِه، وهو بعيدٌ جِدًّا؛ لأنَّه لم يُعْرَفْ في شيءٍ من كُتُب التَّواريخِ، ولا ذكرَه أحدٌ في وَفَياتِه، والأصْلُ عَدَمُه، وقد اسْتَبْعدَ المفْتِي، سَلَّمَه الله تعالى، أن يكون كلٌّ من صاحب التَّرْجمة ووالده إبراهيمَ يُلَقَّبُ بعِزِّ الدين، كما ذكره صاحبُ "الجواهر". والله تعالى أعلمُ.

* * *

٢٩٤٧ - الشيخ الفاضل عبد الرَّزَّاق بن عبد الرحمن الرُّومِيّ *


* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>