وتطوّر المذهب، وتميز الإمام قاضي خان بينهم في تمكنّه في الاجتهاد والقضاء والإفتاء، ورسوخه في الفقه الحنفي.
[مشايخه الأجلاء]
لقد سبق أن الإمام قاضي خان ترعرع في بيئة علمية، وتربى في أسرة عريقة في العلم والمعرفة، وأنه عاصر كبارا من جهابذة الفقهاء، فالتقى بهم، واستفاد منهم، وإن المترجمين له لم يسجّلوا شيئا عن رحلاته العلمية، كما لم يفصلوا أسماء شيوخه، الذين روى عنهم، لا شكّ فيه أن عدد مشايخه أكبر من ذلك بكثير، تدلّ عليه مصنّفاته العلمية، وما دون فيها من آرائهم القيّمة، وهذا ما ألمع إليه الإمام الذهبي بقوله: سمع الكثير من الإمام ظهير الدين الحسن بن علي، ومن إبراهيم بن عثمان الصفّاري وطائفة، وفيما يلي أسجّل نبذة يسيرة عن كبار مشايخه:
١ - إبراهيم بن إسماعيل الصفّار:
هو إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن إسحاق، ركن الإسلام، الزاهد المعروف بالصفّار.
من بيت علم وفضل، أبوه وجدّه وجدّ أبيه كلّهم من أفاضل الحنفية، وهو تفقّه على والده، ذكر القاري أنه ولد في حدود سنة ستين وأربعمائة، مات بـ "بخارى" في السادس والعشرين من ربيع الأول سنة ٥٣٤ هـ، وله تصانيف، منها:"كتاب تلخيص الزاهدي"، و"كتاب السنة والجماعة"، وأخذ عنه جماعة، يقول تقى الدين التميمي الداري: واشتغل عليه الجمّ الغفير، ومن جملتهم: قاضي خان رحمه اللَّه.
٢ - شمس الأئمة محمود الأوزجندي جدّ قاضي خان:
هو محمود بن عبد العزيز بن عبد الرزاق الأوزجندي، القاضى الملقّب بشمس الأئمة، جدّ قاضي خان وشيخه، ويلقّب بشيخ الإسلام أيضا، كما ذكره القرشي والكفوي، ترجم له الكفوي في "كتائب أعلام الأخيار"، فقال: