ومعظم أشعاره مشتمل على حكمة مقبولة، وعظة مؤثرة، ولا ترى فيها الغرام النافه المبذول، وإنما تشاهد حبّا صادقا لله ورسوله، وإثارة على صالح الأعمال وفكر الآخرة.
وقد طبعت أشعاره العربية في كتيب لطيف باسم نفحات، وإليكم باقة متنوّعة الزهر، قطفناها لكم من رياض قصائده المتفرّقة.
[الالتجاء إلى الله]
ياويه نفسي في الأهواء أهوى بي … ولو صبرت لكان الصبر أولى بي.
أمرتها فأبت، نهيتها فأتت … حتى هوت بي فيما ليس يحري بي.
يا رب فأكفّ هموما لي أكابدها … واجعل لنفسك تطوافي وتطلابي.
أنت الولي إذا ولي الولاة غدا … وأسلمت جسدي للترب أترابي.
وأنت أقرب من نفسي إلى نفسي … وأنت عن سائر الأدنين أدنى بي.
أتيت بابك لماعيل مصطبري … وحسن ظني في نعماك آتي بي.
فإن طردت وذاك العدل يا صمدي … فما لعبدك فيما بعد من باب.
أزال الشيب ربّ سواد شعري … فهل لسواد وجهي من مزمل؟
أطعت مطامعي، فاستعبدتني … على ذلّ إلى مرعى وبيل.
[منقبة الرسول صلى الله عليه وسلم]
علا، فكان كقاب القوس منزلة .... قد حلّ من شرفات المجد أعلاها
نادى فسمع آذانا بها صمم … جلى فأعين عمي الخلق جلاها
واها لطيبة، ما زالت منوّرة … طابت مشارقها من طيب رياها
من للشفيع بأسحار بها سلفت … وعيشة في حواليها تملاها
[الحكمة والعظة]
وهاتف حق كل كون وكائن … بأعلى نداء إن صغيت لقالها
ظهور جمال الحق أورثه الخفا … به ضلت الأقوام، يا لضلالها
تحيّرت الآراء حتى تفرّقت … على فرق حسب القوى ومجالها