ثم إنه لما رجع عن "الحجاز" مع عياله ومرّ على "بوبال" في أيام سكندر بيغم، كلّفته الإقامة في "بوبال"، وولّته الإفتاء، وأقطعته الإقطاعات من الأرض، فسكن بها.
وكان على قدم أسلافه في العلم، والحلم، والتواضع، وبشاشة الوجه، والإفادة، والتدريس، والتذكير، وقول الحق، ولسان الصدق.
لم يزل مشتغلا بتدريس القرآن والحديث، انتفع به خلق كثير من العلماء.
وكان رحمه الله صادق الفراسة، حسن التوسّم، ربما ألهم بالمغيب.
قال الحسني: حدّثنى الثقات ببعض ما أكرمه الله تعالى به من ذلك من خرق العوائد، ومن تأويل الرؤيا، فكان لا يعبّر شيئا منها إلا جاءت كما أخبر بها، كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهّرة من أدناس الشهوات الرديئة وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة.
وجملة القول فيه: أنه كان بقية رهط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، رضى الله عنا، وعنهم أجمعين.
وكانت وفاته بمولده "برهانه" سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، وله سبعون سنة.
* * *
٣٢١٦ - الشيخ الفاضل مولانا عبد القيّوم بن المولوي عبد الرزاق السلهتي *